النص بواسطة ايفا كروتمجير
النباتات لا تعي. لا يمكنها ان "تعرف" انه حان الوقت للازهار. وجد باحث سويدي الجين الدقيق الذي يتحكم في ازهار النباتات ، و بذلك يحل اللغز الذي ظل يحير علماء الاحياء منذ عهد كارل لينيس. اذن بالضبط ما الذي يجعل الزهور تتفتح؟هل هي درجة الحراره؟ المغذيات؟ طول اليوم؟ العلماء منذ فترة طويلة يحاولون شرح ازهار النباتات. ما الذي يبدأ فعلا هذه العملية؟\\أوف نيلسون استاذ علم تكاثر الأحياء النباتية في مركز يوميه لعلوم النبات. مجال أبحاثه هو التكنولوجيا الحيويه النباتية ولديه اهتمام خاص في الاشجار ، ولا سيما النوع حور. ولكن اكتشافاته يمكن تطبيقها على جميع النباتات. في اوائل القرن العشرين ،اكتسب علماء الأحياء بعض الافكار عن السبب وراء ازهار بعض النباتات في الربيع و ازهار اخرى في الخريف.\\البروفيسور نيلسون يروي القصة المثيرة للسباق نحو اكتشاف الآليات وراء الازهار. ويبدو ان فريقين تشكلا. واحد مقتنع بأن الازهار تحكمه درجة الحراره - النباتات تلمس الدفء في الربيع وتهدئة الوضع في الخريف -. و الآخر يزعم أن الأمر يعود الى طول اليوم. ولكن هذه النظريه تعني ان النباتات يجب أن تكون قادرة على الاحساس بكمية الضوء على نحو ان الايام اصبحت اطول او اقصر. وهذا بدوره يتطلب نوعا من مقياس وقت داخلي ، ساعة...\\ منذ حوالي مئة سنة، أدرك الناس ان النباتات قادرة على قياس طول اليوم عبر أوراقها الخضراء ، مما يجعل البراعم تشكل براعم الزهور. وبعباره اخرى ، نوع ما من الاشارة يجب ان يذهب من الاوراق الى قمم البراعم ، و لكن الطبيعة الدقيقة لهذه الاشارة كانت لغزا.\\تطعيم النباتات التي لم تبدأ بالازهار بأوراق النباتات التي كانت تحفز بالضوء كي تزهر تسبب في ازهار النباتات المتلقيه . وهذا يعني ان هناك بعض المواد التي انتشرت من الاوراق المطعمه الى بقية النبته و مهدت للازهار هناك ايضا.\\في الثلاثينات من القرن العشرين، البيولوجي الروسي شايلاكيان سمى هذه المادةالغامضه فلورين واعتقد بانها يجب ان تكون عامه لأنه تمكن من تسمية الكثير من أنواع النباتات التي استجابت لهذا النوع من التطعيم. المادة تنشر الازهار ، ولكن لم يتمكن أحد من فهم طبيعتها. نوع من جزيء سكر؟ هورمون؟\\خبراء الكيمياء الحيوية حاولوا عبثا استخراج المادة. لم يجدوا شيئا واضطروا الى الاستنتاج أن عدد من المواد المختلفة تساهم في العمليه أو أنهم حتى الآن كانوا يبحثون عن النوع الخاطئ من المواد.في مايو من عام 2005 ، كشف أوف نيلسون ان التفسير الثاني كان هو الصحيح – لقد وجد المادة التي تمهد للازهار والتي تنبأ بها شايلاكيان قبل 70 عاما.\\"اكتشفنا ان الجينات التي تحدد متى يحدث الازهار ناشطه في الاوراق ، وليس في قمم البراعم حيث تتفتح الازهار فعلا. الجين الذي وجدناه ينتج جزيئات الاشارة التي تنقل من الاوراق الى قمم البراعم، حيث تتحكم في تكوين البروتينات التي بدورها مسؤوله عن الازهار الفعلي ".\\جزئ الاشارة هذا ليس جزيء سكر ولا بروتين ، ولكنه نوع من الأحماض النوويه(mrna) ، وهو قطعة صغيرة جدا من الماده الجينيه التي تتحكم في تكوين البروتينات. النقطه الزمنية التي يحدث فيها الازهار هي بالتالي مبرمجه مسبقا في الشفره الجينيه للنبته بنفس الطريقة التي عند البشر والحيوانات الاخرى عندما تصل الى النضج الجنسي.
Text by Eva Krutmeijer
Plants lack consciousness. They cannot "know", in our sense of the word, that it's time to bloom. A Swedish researcher has found the precise gene that controls plants' flowering, thus solving a mystery that has been baffling biologists ever since the time of Carl Linnaeus. So exactly what is it that makes flowers open? //Is it temperature? Nutrients? Length of day? Scientists have long been trying to explain plants' flowering. What is it that actually starts off the process? Ove Nilsson is Professor of Plant Reproduction Biology at the Umeå Plant Science Centre. His field of research is plant biotechnology - and he has a special interest in trees, particularly the poplar. But his discoveries can be applied to all plants.// In the early 20th century, biologists had gained certain insights into why some plants flower in the spring and others in the autumn. Professor Nilsson tells the exciting story of the race to discover the mechanisms behind flowering. Apparently, two camps were formed. One was convinced that flowering was governed by temperature - that plants sensed the warmth in the spring and the cooling-off in the autumn. The other camp claimed that it had to do with how long the day was. But this theory meant that plants had to be able to sense the quantity of light in some way, that the days were getting longer or shorter. This in turn required some kind of built-in gauge of time, a clock... Around a hundred years ago, people realised that plants are able to gauge the length of the day via their green leaves, causing the shoots to form flower buds. In other words, some kind of signal must go from the leaves to the tips of the shoots, though the exact nature of this signal was a mystery.// Grafting leaves from plants that had been light-stimulated to flower onto plants that had not started to flower caused the whole recipient plant to flower. This implied that some substance must have spread from the grafted leaves to the rest of the plant and initiated flowering there too.// In the 1930s the Russian biologist Chailakyan called this mystical substance florigen and thought it must be a universal substance because he could many plant species reacted to this kind of grafting. The substance spread flowering, but nobody could understand what it was. Some type of sugar molecule? A hormone?// Biochemists tried in vain to extract the substance. They found nothing and were forced to conclude that either a number of different substances are involved or that they had so far been looking for the wrong type of substance.// In May 2005, Ove Nilsson showed that the second explanation was the right one - he had found the flower-initiating substance that Chailakyan predicted 70 years ago.// "We discovered that the genes that determine when flowering occurs are active in the leaves, not in the tips of the shoots where the actual flower opens. The gene that we found produces signal molecules that are conveyed from the leaves to the tips of the shoots, where they control the formation of proteins that in turn are responsible for the actual flowering."// This signal molecule is neither a sugar molecule nor a protein, but a type of messenger RNA (mRNA), a tiny piece of the genetic material that controls the formation of proteins. The point in time at which flowering occurs is thus pre-programmed in plants' genetic code in the same way as when humans and other animals reach sexual maturity.
*****
سبحان الله
النباتات لا تعي. لا يمكنها ان "تعرف" انه حان الوقت للازهار. وجد باحث سويدي الجين الدقيق الذي يتحكم في ازهار النباتات ، و بذلك يحل اللغز الذي ظل يحير علماء الاحياء منذ عهد كارل لينيس. اذن بالضبط ما الذي يجعل الزهور تتفتح؟هل هي درجة الحراره؟ المغذيات؟ طول اليوم؟ العلماء منذ فترة طويلة يحاولون شرح ازهار النباتات. ما الذي يبدأ فعلا هذه العملية؟\\أوف نيلسون استاذ علم تكاثر الأحياء النباتية في مركز يوميه لعلوم النبات. مجال أبحاثه هو التكنولوجيا الحيويه النباتية ولديه اهتمام خاص في الاشجار ، ولا سيما النوع حور. ولكن اكتشافاته يمكن تطبيقها على جميع النباتات. في اوائل القرن العشرين ،اكتسب علماء الأحياء بعض الافكار عن السبب وراء ازهار بعض النباتات في الربيع و ازهار اخرى في الخريف.\\البروفيسور نيلسون يروي القصة المثيرة للسباق نحو اكتشاف الآليات وراء الازهار. ويبدو ان فريقين تشكلا. واحد مقتنع بأن الازهار تحكمه درجة الحراره - النباتات تلمس الدفء في الربيع وتهدئة الوضع في الخريف -. و الآخر يزعم أن الأمر يعود الى طول اليوم. ولكن هذه النظريه تعني ان النباتات يجب أن تكون قادرة على الاحساس بكمية الضوء على نحو ان الايام اصبحت اطول او اقصر. وهذا بدوره يتطلب نوعا من مقياس وقت داخلي ، ساعة...\\ منذ حوالي مئة سنة، أدرك الناس ان النباتات قادرة على قياس طول اليوم عبر أوراقها الخضراء ، مما يجعل البراعم تشكل براعم الزهور. وبعباره اخرى ، نوع ما من الاشارة يجب ان يذهب من الاوراق الى قمم البراعم ، و لكن الطبيعة الدقيقة لهذه الاشارة كانت لغزا.\\تطعيم النباتات التي لم تبدأ بالازهار بأوراق النباتات التي كانت تحفز بالضوء كي تزهر تسبب في ازهار النباتات المتلقيه . وهذا يعني ان هناك بعض المواد التي انتشرت من الاوراق المطعمه الى بقية النبته و مهدت للازهار هناك ايضا.\\في الثلاثينات من القرن العشرين، البيولوجي الروسي شايلاكيان سمى هذه المادةالغامضه فلورين واعتقد بانها يجب ان تكون عامه لأنه تمكن من تسمية الكثير من أنواع النباتات التي استجابت لهذا النوع من التطعيم. المادة تنشر الازهار ، ولكن لم يتمكن أحد من فهم طبيعتها. نوع من جزيء سكر؟ هورمون؟\\خبراء الكيمياء الحيوية حاولوا عبثا استخراج المادة. لم يجدوا شيئا واضطروا الى الاستنتاج أن عدد من المواد المختلفة تساهم في العمليه أو أنهم حتى الآن كانوا يبحثون عن النوع الخاطئ من المواد.في مايو من عام 2005 ، كشف أوف نيلسون ان التفسير الثاني كان هو الصحيح – لقد وجد المادة التي تمهد للازهار والتي تنبأ بها شايلاكيان قبل 70 عاما.\\"اكتشفنا ان الجينات التي تحدد متى يحدث الازهار ناشطه في الاوراق ، وليس في قمم البراعم حيث تتفتح الازهار فعلا. الجين الذي وجدناه ينتج جزيئات الاشارة التي تنقل من الاوراق الى قمم البراعم، حيث تتحكم في تكوين البروتينات التي بدورها مسؤوله عن الازهار الفعلي ".\\جزئ الاشارة هذا ليس جزيء سكر ولا بروتين ، ولكنه نوع من الأحماض النوويه(mrna) ، وهو قطعة صغيرة جدا من الماده الجينيه التي تتحكم في تكوين البروتينات. النقطه الزمنية التي يحدث فيها الازهار هي بالتالي مبرمجه مسبقا في الشفره الجينيه للنبته بنفس الطريقة التي عند البشر والحيوانات الاخرى عندما تصل الى النضج الجنسي.
Text by Eva Krutmeijer
Plants lack consciousness. They cannot "know", in our sense of the word, that it's time to bloom. A Swedish researcher has found the precise gene that controls plants' flowering, thus solving a mystery that has been baffling biologists ever since the time of Carl Linnaeus. So exactly what is it that makes flowers open? //Is it temperature? Nutrients? Length of day? Scientists have long been trying to explain plants' flowering. What is it that actually starts off the process? Ove Nilsson is Professor of Plant Reproduction Biology at the Umeå Plant Science Centre. His field of research is plant biotechnology - and he has a special interest in trees, particularly the poplar. But his discoveries can be applied to all plants.// In the early 20th century, biologists had gained certain insights into why some plants flower in the spring and others in the autumn. Professor Nilsson tells the exciting story of the race to discover the mechanisms behind flowering. Apparently, two camps were formed. One was convinced that flowering was governed by temperature - that plants sensed the warmth in the spring and the cooling-off in the autumn. The other camp claimed that it had to do with how long the day was. But this theory meant that plants had to be able to sense the quantity of light in some way, that the days were getting longer or shorter. This in turn required some kind of built-in gauge of time, a clock... Around a hundred years ago, people realised that plants are able to gauge the length of the day via their green leaves, causing the shoots to form flower buds. In other words, some kind of signal must go from the leaves to the tips of the shoots, though the exact nature of this signal was a mystery.// Grafting leaves from plants that had been light-stimulated to flower onto plants that had not started to flower caused the whole recipient plant to flower. This implied that some substance must have spread from the grafted leaves to the rest of the plant and initiated flowering there too.// In the 1930s the Russian biologist Chailakyan called this mystical substance florigen and thought it must be a universal substance because he could many plant species reacted to this kind of grafting. The substance spread flowering, but nobody could understand what it was. Some type of sugar molecule? A hormone?// Biochemists tried in vain to extract the substance. They found nothing and were forced to conclude that either a number of different substances are involved or that they had so far been looking for the wrong type of substance.// In May 2005, Ove Nilsson showed that the second explanation was the right one - he had found the flower-initiating substance that Chailakyan predicted 70 years ago.// "We discovered that the genes that determine when flowering occurs are active in the leaves, not in the tips of the shoots where the actual flower opens. The gene that we found produces signal molecules that are conveyed from the leaves to the tips of the shoots, where they control the formation of proteins that in turn are responsible for the actual flowering."// This signal molecule is neither a sugar molecule nor a protein, but a type of messenger RNA (mRNA), a tiny piece of the genetic material that controls the formation of proteins. The point in time at which flowering occurs is thus pre-programmed in plants' genetic code in the same way as when humans and other animals reach sexual maturity.
*****
سبحان الله
Glory to Allah